إدريس جماع
يُقال إن شاعراً سودانياً فقد عقله
في آخر أيامه وأدخل مستشفى المجانين ، وأراد أهله أن يعالجوه في الخارج وفي المطار
رأى امرأة جميلة برفقة زوجها فأطال النظر إليها وحاول الزوج أن يمنعه فأنشد يقول:
أ على الجمال تغار منا
ماذا علينا إذا نظرنا
هي نظرة تنسي الوقار
وتسعد الروح المعنى
و منى الفؤاد إذا تمنى
أنت السماء بدت لنا
واستعصت بالبعد عنا
وعندما سمعها الأديب عباس محمود سأل
عن قائلها, فقالوا: إنه الشاعر السوداني إدريس جماع وهو الآن في مستشفى المجانين
فقال الأديب: هذا مكانه. وعندما ذهبوا به إلى لندن أعجب بعيون ممرضته فكان يطيل
النظر إليها فشكت ذلك للمدير فأمرها أن تلبس نظارة سوداء ففعلت فأنشد إدريس هذا
البيت عندما راها :
والسيف في الغمد لا تخشى مضاربه وسيف عينيك في الحالين بتار
وعندما ترجم البيت للممرضة بكت .وصنف
هذا البيت أبلغ بيت شعر في الغزل في العصر الحديث، وهذا الشاعر إدريس جماع هو صاحب
الأبيات الشهيرة التي قال فيها:
إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة في يوم ريح اجمعوه
عظم الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه
إن من أشقاه الله كيف أنتم تسعدوه
وهذه الأبيات صورة أقل ما يقال عنها
إنها تحمل مأساة الكوكب الأرضي وتسطر شقاء البشرية المعذبة ، إنه الشاعر السوداني
إدريس محمد جماع الذي أطلع على الدنيا عام 1922 م في 1| يناير والمتوفى عام 1980 م
ترك ديوان شعر عنوانه لحظات باقية ، وفي كل شعره تغنى بالحمال والحب والرومانسية
والأشعار الوطنية حملت صور تفوق الوصف وتتجاوز الخيال جمالاً وفناً ألفاظه رقيقة
مشاعره دفئة جياشة تفيض إنسانية . رحمه الله .
بقلم | منى اليريمي