هل كنا بحاجة لإرغام
رافعي النفايات على الإضراب أو الانقطاع عن عملهم الحيوي ؟! بالتأكيد لا .بل وألف
لا .ومن المؤكد أيضاً أننا في غنى عن المزيد من المعاناة .فيكفي العدوان وتكفي
الحرب ظلماً . ويكفي الوضع تأزماً. ونحن لسنا في حاجة إلى ذلك المعرض القائم في
الطبيعة للوحات لأكوام من النفايات والقاذورات
التي تتصاعد منها ما يتصاعد من أمراض وأوبئة , وتلك الأكوام ترافقك يمنة ويسرة تلك
اللوحات برعت في رسمها أمام أعيوننا
أعواد ريش لمكانس كانت تحملها سواعد عمال النظافة فكسرت تلك الأعواد وقطعت تلك
الريش وأصبحت الأيادي التي كانت تحملها عاجزة عن حمل واحدة منها فلا طعام ولا مأوى
ولا مشرب فكيف ستقوى على العمل؟ أو الإبداع في رسم لوحة حضارية للعاصمة صنعاء ؟
وكيف؟ وكيف؟ . عجزت سواعد عمال
النظافة _والحق كل الحق معهم _فحلت
الكارثة وظهرت الكوليرا منتقمة لتلك الشريحة التي لم ينتصف لها إلا الله الذي سخر
أحد أجناده (الكوليرا) وجنود الله كثيرة .إن
أحد عشر يوماً من الإضراب في مجال كهذا يرهق المجتمع مادياً وصحياً, ونفسياً وهو
كافٍ لدق ناقوس الخطر في أذن المسؤولين _ إن كانت لهم أذن يسمعون بها _ للنظر
وبسرعة في ضرورة إطلاق الرواتب دونما استثناء . خاصة رواتب رافي النفايات وهي
شريحة إن امتنعت عن عملها لأي سبب .كانت النتائج الأولية كالآتي:
1)ظهرت الأمراض
وانتشرت الأوبئة .
2) حصدت الأرواح .
3)قضت على ما بقي من
الأموال .
ووفقاً لإحصاءات
رسمية أن عدد الذين قضوا بهذا المرض تجاوز ستة وثلاثين شخصاً والعدد قابل للازدياد
مع العلم أن الوقاية منه سهلة وتتمثل في :
1)
النظافة العامة.
2)
النظافة الشخصية.
3)
نظافة المياه والأغذية .
4)
تجنب الطعام المكشوف.
شكراً
لكل من أسهم أو قدم مبادرة ما .ولكن ولكن هذا ليس حلاً جذرياً .الحل الوحيد هو
إيقاف المزيد من التدهور للأوضاع. اطلقوا رواتب الموظفين .فلا حل إلا هذا الحل
.فليعقل المسؤولون ذلك .ولا شيء سواه يجدي.
بقلم /منى اليريمي