قد يبدو
العنوان مبحث في أحد فروع
العلوم أو ما شابه ,ولكن الأمر بعيد كل البعد عن المبحث العلمي. وتلك الشحنات
السالبة ما هي إلا الألفاظ والعبارات المدمرة التي نلقي بها على مسامع المحيطين
بنا غير مبالين بوقعها في نفوسهم أو بتأثيرها على عقولهم أو تقديرهم لذواتهم .بعض
الكلمات تهدم ,بل وتجرح وليس ذلك من خلق المسلم .وبعضها قاتل للطموح مدمر
للمعنويات .وبها ربما نزرع بذور الكراهية .وننزع الثقة بأنفسهم من أنفسهم ,وعند
إذن يغدون كالة تنفذ ما يطلب منها فقط .
ولن يتوقف ضررها عند ذلك الحد فحسب بل يظهر أثرها أشد فتكاً عندما يطول الحلقة
الأضعف وهم الأطفال. وهنا تكمن الكارثة الحقيقة .فنحن عندما نجرد من أنفسنا معاول
هدم وأبواق تدمير ونظل نسرد على مسامعهم كلمات تصيبهم بالعجز التام والشلل الكامل
كقولنا : أنتم فشلة ....أنتم لا تستطيعون ......أنتم انظروا إلى ص .....وس .....إنهم أفضل
منكم.......................وإلخ من جرعات تفوق تأثير سم أكثر الأفاعي قتلاً. ما
المنتظر من جيل مدمر لا يقوى على إثبات
الذات .لا يقوى حتى على الطموح ولا يأمل في غده أو يتطلع نحو مستقبله بثقة وإيمان
بقدراته الكامنة التي منحه الله سبحانه وتعالى إياها. إن النشء هبة الله للأمم .
ودورنا يتمحور في الأخذ بيده نحو الأفضل علماً وسلوكاً وخلقاً وفي إعداده ليكون
مواطن صالح تجاه نفسه وأسرته ومن ثم العالم . ويبرز دورنا في إرشاد الضال وبناء
المدمر وتأهيل القدرات الضعيفة .فالأولى بنا أن نساهم في إرساء قوارب الصغار في
شواطيء أحلامهم بدلا من الزج بهم في محيط اليأس يعانون الفشل ويقاسون مرارة الخيبة
بسبب وقع كلمات لم يجدوا منها مهرب ,ولم يستطيعوا أمامها ىسوى الاستسلام والانهيار
والتقوقع حول نقطة العجز . فأصبحت فكرة ثم تحولت لإيمان أكد لهم ضعفهم فايقنوا
بعدم جدوى حياتهم ,فتدمرت أحلامهم وتكسرت مجاديفهم اليانعة فلم يقووا على الصمود
والتحدي ليحققوا ذواتهم . إن لم تستطع البناء فابق على الموجود
.و اتقوا الله فيما تخرجه ألسنتكم من حمم بركانية أو سموم أفاعي لا تبقي ولا تذر .فالبلاء
موكول بالمنطق . وحديثه صلى الله عليه وسلم :" وهل يكب الناس غي النار على
مناخرهم ألا حصائد ألسنتهم ".
بقلم
|منى اليريمي