الجسر والجدار

الجسر والجدار

من صور الحماية التي نتخذها لصون أنفسنا وأرواحنا من صدمات الحياة المتعاقبة ,ومن أشكال الوقاية التي نلجأ إليها أن نعتزل ما يؤذينا من أقوال أو أفعال و حتى أشخاص ، وقد نختار الأنسب أو ننتقي الأفضل بحسب ما نراه مناسباً أو ما نعتقده أكثر أماناً . الجدار يمثل حماية تجاه أذية الآخرين وهو منيع ولكنه قطع للعلاقات الإنسانية ، وفراراً من مواجهة المزيد من المشاكل, لكنه تدمير لأواصر الصلات وإنهاء لكل الروابط وهذا الجدار يفضل عدم استخدامه إلا في حالات نادرة يئسنا من صلاإح أصحابها يأساً كبيراً، ولا يمكن استخدامه مع الأشخاص الأكثر قرباً من أفراد الأسرة ، فنحن معهم نحتاج لمد جسور من الإخاء والتسامح ،جسور من التناسي وأخرى من الصفح والغفران والعفو . كذلك يجب أن تبقى علاقتنا جسور لا متناهية من الإنسانية التي تترفع عن الانتقام والرد بالمثل لا ضعفاً بل وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً.وخير الناس من يعاشرالناس ويصبرعلى أذاهم .إن الجدار والجسر يحكمان علاقاتنا فاختر متى تبني جداراً و اعلم جيداًمتى تمد جسراً من حبال الود صامدة قوية مشترية لمن يشاركنا الحياة بحلوها ومرها. مدوا الجسور وأزيلوا جدران القطيعة والفرقة ، فالحياة أجمل من أن نبني حولها جدار يمنعنا من رؤية جمالها.فكونوا بناة جسور من العلاقات الأخوية لأن الجسورعلو عن طين البشر.

                                                     بقلم| منى اليريمي