تغيير الحال

تغيير الحال

يسعى الإنسان الذي يعي معنى العيش الكريم الآمن الراضي السعيد لتغيير وضعه نحو الأفضل باذلاً قصارى جهوده في التطوير المستمر متحدياً الصعاب مشمراً عن ساعديه متخذاً من كل صعوبة تحدياً واثقاً من تجاوزها رافعاً راية النصر فوق قمتها, دون تذمر من واقعه .

فالإنسان المتذمر من واقعه وحياته لن يجني من ذلك سوى المزيد من صعوبة التعايش والكثير من الأمراض التي تعيق الاستمتاع بالحياة بل إن الأمر يتخطى ذلك ليلقي بظلال كآبته على الآخرين فتتسع دائرة المتخاصمين مع أنفسهم وتصبح الحياة مطلية باللون الأسود القاتل.التذمر معول هدم للنفس وللروح فهو يسقط جدار المناعة داخلنا وهو لم يكن أبداً طريقاً للتغيير الإيجابي  أو تعديل المسار وأشعل شمعةً بدلاً من لعن الظلام. فأول خطوة في تغيير الحال استغلال المواسم التي تكون متوافرة _إذا عجزنا عن توفير المناخ المناسب_ وموسم رمضان الذي نحن فيه من أكبر المواسم وأثمنها فرصةً لتغيير الحال نحو الأفضل . وأهون و أصعب تغيير في الوقت ذاته هو التغيير من الداخل فهو التغيير الذي نبدأ بأنفسنا به  ومنها ننطلق نحو العالم لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فابدأ بنفسك أولاً ثم غيرها لتصبح إنساناً قبل كل شيء ثم اطلب إلى الآخرين أن يتغيروا .

بقلم | منى اليريمي