بوابة السعادة
السعادة تلك الكلمة التي يسعى الإنسان
إليها جاهداً لينالها ويظفر بها مهما بذل وضحى وعانى في سبيلها , وبوابة السعادة
ليست بوابة إليكترونية أو بوابة عبور لعالم افتراضي , أو بوابة يصعب تجاوز
حراسها , بل هي بواب يستطيع الإنسان اختراقها والعبور من خلالها لعالم طالما
حلم به . فالسعادة متطلباتها جد بسيطة لذوي الإرادة الفولاذية التي لا تنحني
والتي لا تعرف الاستسلام . ولعل أول مطلب لها هو التصالح مع الذات في لحظة تنوير
نسبر بها أغوار نفوسنا لنكتشف أسرارها ونعرف أحلامها وغاياتها فالنفس البشرية كانت
وما زالت تحير عقول العلماء والفلاسفة والمصلحين , والتصالح مع الذات يتطلب الصدق
مع النفس في أن نكون نحن نحن كما نريد أن نكون لا كما يريد لنا الآخرون أن نكون أو
كما يدفعون بنا لأن نكون عكس ما نريد ذوات أخرى لا تتفق مع استعداداتنا وقدراتنا _
جميل أن نصنع من أنفسنا شيئاً ولكن الأجمل أن يكون ذلك الشيء هو ما نريده ونطمح
للوصول إليه . ولعل المطلب الآخر للسعادة مطلبان متلازمان لا ينفصلان كوجهين لعملة
واحدة وهما الرضا والقناعة وهما مصراعا بوابة السعادة التي تحتضن عالم كل منا ,
فالمرء إذا امتلك القدرة على القناعة أصبح مالكاً للرضا . والرضا والقناعة
قوة تنشئ في الإنسان وتجعله متلائم مع ذاته وسجايا روحه البشرية وعكسهما قوة سلبية
مدمرة للروح وهما السخط والطمع وتلك القوتان كفيلتان بمحق أجمل سنوات الحياة
المحدودة فالسخط والطمع خصلتان شديدتا الخطورة على مستقبلنا فآثاره
وضريبتها باهظة التكاليف ليس مادياً بل أخطر من ذلك فهي تسلبنا القيم والانسجام مع
الفطرة إذ أن الرضا عبادة ولا يعني ذلك قتل الطموح في أنفسنا ولا يعني الاستسلام
للواقع البائس وعدم تغيره نحو الأفضل والسعادة قرار إذا أصدره الإنسان
استطاع تحقيقه دون شك فالحلم بالسعادة قوة تجعل المرء لا يعرف المستحيل ولا
يرضخ للاستسلام مهما واجه من صعوبات وتحديات ما دام الحلم بالسعادة حق مشروع كفلته
قوانين الله في الوجود . فلنعيش مع أنفسنا أولاً و لنتصالح معها ثم ننطلق محلقين
باحثين عن السعادة التي حتماً سنحصل عليها إذ امتلكنا قوة الإرادة والتصالح
مع الذات ثم قرنا ذلك بالرضا والقناعة وابتعدنا عن الطمع والسخط. السعادة أمر يسير
متى طرقنا بوابتها ولجنا إليها بسهولة , دامت السعادة مستقرة في أرواحكم
يحوطها الرضا والتقوى . فقد قال الحطيئة الشاعر المخضرم :
ولست أرى السعادة جمع
مال ولكن التقي هو السعيد
وتقوى الله خير الزاد
ذخراً وعند الله للأتقى مزيد
وما لا بد أن يأتي قريب
ولكن الذي يمضي بعيد
بقلم / منى اليريمي
موضوع يغوص في أعماقنا ويبحث عن جوهر الحقيقية ليكتشف ذلك الكنز في انفسنا ..
ردحذفدمتم في خير 🌺
ودام قلمكم
وأنت كذلك دكتور محمد حفظك الله
حذفموضوع رائع 😍😍😍😍
ردحذفاسعدك الله ايتها الرائعة شكرا لدعمك
حذفكلام رائع.. الله يسعدك استاذتي الغالية ♡
ردحذفأسعدك الله يا غالية أنت الأكثر روعة وحفظك
حذفلنا الشرف أن نكون من متابعي مدونتك ومواضيعك الرائعة
ردحذفبل الشرف كل الشرف لي يا غالية شكرا لدعمك حفظك اللع واسعدك
حذفأسعدك الله استاذتي
ردحذفوإياكم يا غالية ادامك الله في خير وكما تحبين يا من لا تبخلين بدعمك لي شاكرة وممتنة حفظك الله
حذفاسعدني جدا قراءة الموضوع لما له من معاني جميلة
ردحذففعلا السعادة بتقوى الله والرضا والقناعة والطموح للتغير نحو الافضل
ردحذفحفظك الله ورعاك وسدد على الخير قلمك
ردحذفرائع جدا
ردحذفلكِ كل السعادة غاليتي ❤
روعاتك
ردحذفالله يسعدك يامن تنشرين السعد
ردحذف