هنيئاً للأنصار
معركة التأديب الجزء الأخير
إن الله _ سبحانه وتعالى _ عندما أراد تأديب المسلمين في بداية معركة حنين , جعل جيش المشركين يباغتهم بوابل من النبال فكر المشركون على المسلمين كرة رجل واحد فتفرقوا هاربين من حول نبيهم الكريم الشجاع الذي ثبت في ميدان الوغى وحده . وكان لثباته _ صلى الله عليه وسلم _ الأثر العظيم في تحويل الهزيمة لنصر من الله عظيم . ومن أبلغ الدروس والعبر المستفادة من تلك الأحداث يجب على القائد تقديم النموذج الأفضل في الشجاعة والتضحية كما برز ذلك في ثبات نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام , وفي موقف مالك بن عوف من انفراد بالرأي وعدم أخذه بالمشورة درس آخر فعلى القائد أن يأخذ بالرأي السديد ولا يستأثر الأمر وألا يرى أن الرأي رأيه فقط . ثم حاصر المصطفى الطائف ودعا لثقيف بالهداية وذلك هو سبب مجيء ثقيف مسلمة في عام الوفود بعد توزيع غنائم حنين . وتجلت حكمة الصادق المصدوق في عدم تسرعه في تقسيمه للغنائم الكبيرة التي كانت نعمة من نعم الله على عباده فهو وحده الذي يمن على خلقه ومن سواه المنان ؟ وكان سبب عدم السرعة في التوزيع أن ترجع القوم لرشدهم معلنين إسلامهم . فبدأ بالأحدث إسلاماً و انتشر بين الناس أن محمد يعطي عطاء من لا يخشى الفقر , وفي تصرفه ذلك حكمة بليغة وأثر كبير في إصلاح نفوس ما في القلوب من اعوجاج وإزالة ما فيها من أحقاد , فالإحسان للمسيء يحول العداوة محبة . ونتيجة لذلك وجد الأنصار أن في ذلك التقسيم إهمال لهم فغضبوا وعتبوا على الرسول فجاء سعد بن عبادة الأنصاري يحث الرسول بما في نفوس قومه , فجمعهم و أزال ما في قلوبهم عليه بقوله : " أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله في رحالكم ؟ " . فدعا لهم بالرحمة ولأبنائهم وأبناء أبنائهم وأخبرهم أنه لو خير لكان واحد من الأنصار ولسلك طريق الأنصار . فقالوا رضينا برسول الله قسماً ونصيباً وحظاً . فهنيئاً للأنصار تلك القسمة التي يحسدون عليه على مر التاريخ والعصور . تلك القسمة التي لم تكن ضيزى بل قسمة تمثل العدل بمنتهاه .
بقلم / منى اليريمي
نعم الفوز برسول الله اعظم من كل فوز
ردحذف