وصف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

أم معبد ترسم الرسول في خيمتها

أم معبد ترسم الرسول في مرسمها البدوي

تبدو أم معبد في  وصفها للرسول كأعظم رسامة في التاريخ فقد وعت صورته بأدق تفاصيل خلق الله له واحتفظت في مخيلتها بملامحه بل تجاوزت ريشتها كل ذلك فوصلت بفراستها إلى مضمونه . عندما وصل الرسول  _ صلى الله عليه وسلم _ مع أبي بكرٍ الصديق لخيمة أم معبد   ليشتروا منها ما يحتاجون من المونة, فلم يصيبوا منها شيئاً من ذلك فقد نفد زادهم فنظر الرسول إلى الشاة في جانب الخيمة فقال : ما هذه الشاة يا أم معبد ؟ فردت بقولها خلفها الجهد عن الغنم . فقال : فهل بها من لبن ؟ فقالت : هي أجهد من ذلك . فقال : هل تأذنين لي    أن أحلبها ؟ فقالت : بلى بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلباً فاحلبها. فدرت اللبن وسقى النبي أصحابه حتى رووا وشرب هو آخرهم . رحل الرسول ثم جاء أبو معبد يسوق أعنزاً هزيلات . أعطت زوجها اللبن , فقال من أين ولا حلوبة في الدار ؟ فقالت : مر بنا رجل مبارك . فقال : صفيه لي يا أم معبد . فقالت  متحدثة كفنانة تحمل أناملها ريشة من صنع الله  : رأيت

                    رجلاً ظاهر الوضاءة ( ظاهر الجمال والحسن )

                   أبلج الوجه ( مشرق الوجه مضيئه )

                  حسن الخلق

             لم تعبه نحله ( ليس نحيلاً)

                ولم تزر به صعلة ( صغر الرأس )

                  وسيم ( مشهور بالحسن)

             في عينيه دعج ( شدة سواد العين مع شدة بياضها )

              وفي أشفاره وطف (شعر نابت على الجفن )

            وفي صوته صهل ( كالبحة فصوته ليس حاد)

      وفي عنقه سطع ( طول العنق )

         وفي لحيته كثاثة

        أزج ( دقيق شعر الحاجبين مع طولهما )

      أقرن ( متصل ما بين حاجبين , مقرون الحاجبين )

      إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما ( علا برأسه وارتفع )وعلاه البهاء

    أجمل الناس وأبهاههم من بعيد وأحلاهم وأحسنهم من قريب

       حلو المنطق فصل لا هذر ولا نزر ( الهذر الكلام الذي لا فائدة فيه والنزر القليل )

      كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن ربع ( ليس بالقصير ولا بالطويل )

       لا بأس من طول ولا تقتحمه العين من قصر ( لا يجاوز الناس طولاً)

 غصن بين غصنين فهو أنظر الثلاثة منظراً وأحسنهم قدراً وله تبادروا

    محفود( مخدوم )

     محشود ( يجتمع الناس حوله )

      لا عابس ولا مفند ( ليس منسوب للجهل وقلة العقل )

   فقال لها أبو معبد : هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا أمره بمكة , ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلاً.

هذه أم معبد ترسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهي صورة لكل من يريد أن يرى نبيه ,وهي ترسمه بريشة             الفطرة فهي لم تتعلم الرسم في جامعة أوربية أو أي مدرسة أخرى .

بقلم / منى اليريمي