كمن صام الدهر

كمن صام الدهر

يعيش المسلم في مواسم خير ،فهو ينتقل من طاعة لأخرى ويتبع العبادة بمثلها ، وفي ذلك فضل واسع من الله _سبحانه وتعالى _ورحمة عظيمة ، ومن أعظم صور رحمة الله  _ سبحانه وتعالى _  تشريعه للنوافل التي يجبر بها نقص الفرائض وفيها زيادة الأجر من الله _سبحانه وتعالى _  فبعد الفرائض يأتي دور النوافل التي تتعلق بالصوم . وصوم النافلة من أعظم وأفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد لله  ،وهذا الصوم موزع على مدار العام منه ما يكون سنوياً كعاشوراء والأيام الستة من شوال ، ومنه ما يكون شهرياً كالأيام البيض من كل شهر ، ومنه ما يكون أسبوعياً كيومي الاثنين والخميس . فالطاعة في حياة المسلم متصلة بحياته بكل أوقاتها . ومن أفضل الأوقات التي حبب الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ صيامها  صوم الستة أيام من شوال فقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم :" من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كمن صام الدهر " وصوم الدهر معناه صوم سنة . فهو مستحب وليس واجب . وقد قال كثير من العلماء بصوم القضاء أولاً ، وإن هذه الأيام يمكن أن تكون متفرقة ومنهم من قال بتتابعها لما في ذلك من المبادرة في الخير وعدم التسويف .ومعنى صيام الدهر أن رمضان بعشرة أشهر من الحسنات والستة أيام بشهرين لأن الحسنة بعشر أمثالها . وفي ارتباط الستة من شوال برمضان لجبر ما يحدث في الفريضة من نقص إذ لا يخلو الأمر من تقصير أو ذنب ، ويوم القيامة يؤخذ من  النوافل لإكمال الفرائض فقد ورد في الحديث : أن أول ما يحاسب الناس عليه من أعمالهم الصلاة فيقول ربنا جل وعلا لملائكته وهو أعلم ا: نظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت تامة وإن كانت ناقصة قال : انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذلكم . "و في صيامها شكر لله ورغبة في مواصلة مواسم الطاعات والسير على طريق الصالحات .

بقلم  / منى اليريمي